يحكى ان الشمس كانت تشرق من الشرق... و تغرب هناك أيضا
لكن و لضرورة داروينية صارت تشرق من هناك و تهرب سريعا لتنام في أحضان الغرب
تحصيل حاصل و ضرورة استمرار حياة يتعب "الناس الجيدون حد الشبق" في تفسيرها (دون الجهر من القول)
ضرورة أخرى تجعل هذا الذي لا يساوي عند الناطقين الرسميين باسم الله قيمة جُعل او مقدار زغبة جرذ يتولى عن شعب الله المختار مهمة اعمار ارض الله
كما قدر الله
و حتى ينعم شعب الله ببترول ما كان ليساوي بولة تيس في فلاة لو خلت الارض لامثالهم
لطف الله
و لطفه سبحانه يتخذ احيانا شكل خطة بالغة السخرية ممن يلتمسون باسمه ما ليس لهم منه رفد سوى الكذب.
و رغم ذلك يابى الطبع الا ان يكون لصاحبه طابعا.
قبل ستين مليون سنة انحصر البحر عن ارض عذراء (الى حين)
انحصر بصمت ليترك المكان لقليل من بترول لم يكتمل سواده بعد
و كثير من عبث قادم
عبث يلتمس طريقه منتعلا أعجازا بأقحاف فارغة و أقنعة بالغة العتمة
لسبب ما وجد أبو بشير مرشدا له في ذلك الخلاء...
هناك و ليس في فنلندا* مثلا
ثم و يا للحسرة وجد ايضا .. بشير
و مثله معه أشباه كثير... يقتات البؤس من تكاثرها
و بوجودهم صار كل عاقل في تلك البلاد مجرد طفرة قد تتكرر بين الفينة و الأخرى
و في كل الاحوال مشروع قتيل.. او سجين.. أو ابن بالتبني للشيخ قنب الهندي
شيخ يوزع الفرح و السرور على ابنائه
يعزل حواسهم عن محيط لا شيء فيه يدعو للاحتفاظ بها متيقظة
اليس غاية كل حي السعادة؟
اليس الفرح تفاعل كيماوي داخل ذوات تتعب في الوصول الى أسبابه على ندرتها؟
و تزداد المهمة صعوبة لما تضعك الاقدار كبش فداء لمصلحة ما او رقم آخر في سجل القادمين الى وطن* تتساوى متعة الوجود فيه بالعدم...ان كنت محظوظا.
و السبب هم هؤلاء
في وجودهم، اليس من الحكمة اختصار الطريق بافتعال السعادة باسباب اسهل من قطع راس حاكم ؟
نذير شؤم متكرر هؤلاء الذين "يشرقون" في وجوهنا كل يوم قبل الشمسو يغربون بعدها و قد يبيتون يترقبون احلامنا ان هي خلت منهم نذير شؤم و تعاسة ايضا تلك الاقنعة الموشحة بالأبيض و سترات واقية من شعر تقوى كثيف ... يسر المغفلين... و ما أكثرهم
نوازل من جنس شؤمهم تجري على ايديهم كقطع من الليل.
ثم انهم بعد ذلك يحمدون الله جمعا و قصرا و بالوكالة ان سخَّر لهم بترولا آمنا و يتخطف الناس من حوله... و بسببه.كم صار عددهم الآن؟... عشرون؟
أخر الوالجين الى هذه "النعمة" بشير بن بشير بن بشير ...الخ ..تكرار ليس له مبرر سوى عضات للاحياء بالاموات و توفير شروط سوق مواد خام بأثمان رخيصة... تشبههم.
لكن بشير هذا اخطـأ ...او ربما يفكر الآن انه قد "اخطأت" في حقه الاقدار (و هي صائبة) ان جعلت من يحمي دبره ايدي صفراء صينية بدل الايدي "البيضاء" الامريكية.
بشير الآن صار مشروع سجين في لاهاي
و السبب؟...
هو نفسه الذي جعله يسجن ويختطف و يهجر و يقتل...
و يطلق يد السبي في بنات وطنه*
البترول ...
و اشياء اخرى
هذا يوفر على بعض العقلاء هناك في دارفور و ما حولها ثمن سيجارة قنب الى حين... فالخبر يدعو للفرح.
و يبقي لنا نحن معشرالتعساء الذين لا يملكون ثمن لفة قنب شيء من الامل باندثار سبب آخر للتعاسة
في انتظار المدد.
______________________________________________
* بلد حي
* الوطن كلمة اكبر من ان نطلقها على تراكم نفايات بشكل هرمي لكن للضرورة احكام